U3F1ZWV6ZTEyMDM2MzAyMDIxNzM1X0ZyZWU3NTkzNTQwMTA0NTI4

4 علامات تستدعي مراجعة المختص النفسي؟

 4 علامات تستدعي زيارة المختص النفسي؟



في ظل الضغوط الكثيرة التي يعيشها الانسان هذه الأيام، وبفعل تفاقم ضغط العمل والمشاكل الاسرية والاقتصادية والاجتماعية... أصبح الكثير منا يرزح تحت ضغط نفسي رهيب، وإذا أخذنا في الحسبان إلى جانب هذا الضغط النفسي، السمات الشخصية التي تميز كل واحد منا... فإنه يصبح من المتوقع التعرض لعدد من الاضطرابات النفسية. ولهذا نجد الكثير من الناس يتساءلون: كيف يمكنني الاطمئننان على صحتي النفسية في خضم كل هذه الظروف؟ ما هي العلامات والمؤشرات التي يلزم من ظهورها زيارة مختص نفسي؟

4 معايير لتمييز الاضطراب النفسي

في ظل الضغوط الكثيرة التي تحيط بحياة الانسان من جميع الجوانب، وإذا أخذنا في الحسبان السمات الشخصية التي تميز كل واحد منا... فإنه يصبح من المتوقع التعرض لعدد من الاضطرابات النفسية؛ فكيف يمكن للشخص الاطمئننان على صحته النفسية في خضم كل هذه الظروف؟ وما هي العلامات والمؤشرات التي يلزم من ظهورها زيارة مختص نفسي؟
دعونا في البداية نتفق على أمرين مهمين:
1. سمة الحياة التقلب ولا يوجد وضع دائم في الحياة، إذ الحياة الانسانية الشخص يطبعها التقلب وعدم الاستقرار، وكل إنسان معرض لتغيرات وهزات عنيفة، إلى جانب حالة الاستقرار والثبات التي يعيشها، فالحياة مد وجزر، ألم وأمل، سعادة وشقاء...

2. لا يوجد شخص بمعزل من ( المرض النفسي) لأن واقعنا أصبح مليئا بكل عوامل الضغط والقلق والخوف والصدمات... وهي العوامل التي تمثل بيئة خصبة لظهور الاضطرابات النفسية.
وبناء عليه فالشخص حين يكون بصدد أزمة، أو صدمة، أو عامل مهدد، أو حالة نفسية معينة، فهو غالبا ما ينتابه القلق حول وضعه الصحي، ويحاول البحث عن حلول لحالته.

وإذا كانت عملية التشخيص الذاتي متيسرة وسهلة حين يتعلق الأمر الأمر بالصحة الفيزيولوجية، وذلك بسبب سهولة رصد أعراض المرض والكشف عنها من قبل المريض بشكل ذاتي (كالشعور بالالم أو الحمى أو سيلان الأنف أو الاسهال...) فالامر مختلف إلى حد كبير حين يتعلق الأمر بالمرض النفسي؛ لأننا من ناحية نمر وبشكل شبه يومي بأعراض نفسية متعددة ومتباينة: كمشاعر الحزن وحالات الالم النفسي وتقلبات المزاج التي تنتابنا من حين لاخر لسبب من الأسباب... ومن ناحية أخرى فإن ما نعيشه كتجربة ذاتية قد لا يحس به غيرنا لأن اعراضه قد لا تظهر لمن يعيشون حولنا.

ولذلك ما الذي يجعلنا نقول إننا مصابون بمرض أو اضطراب نفسي ما؟ ومن المؤهل لتشخيص هذا الاضطراب وعلاجه؟

1. ما هو الاضطراب النفسي؟

الاضطراب النفسي كما هو واضح من اسمه، خروج عن المألوف والمعتاد وعن الوضع الطبيعي، فعلى سبيل المثال كلنا نحب المأكولات اللذيذة، ونشتهيها، ولكن هناك وضع مألوف وطبيعي وهنا وضع يمكن أن نصفه بالشره وأنه مبالغة في الأكل وخروج عن الوضع المألوف.
ونفس الأمر بخصوص التواجد أمام مواقف غير معتادة، فالشخص الذي لم يألف موقفا ما يشعر تجاهه بالخوف والاضطراب (كالأم التي يطلب منها بشكل غير متوقع تقديم كلمة بمناسبة حفلة التخرج أمام الحضور تنويها بابنتها التي حصلت على الرتبة الأولى في فصلها. فهذا الموقف حتما قد يشعرها بنوع من الضغط والاضطراب، وقد تظهر عليها علامات تدل عللى ذلك؛ ولكن في المقابل هناك نوع من الأشخاص لا يستطيعون أبدا التفاعل مع الغرباء، وهذا ما يسبب لهم الاحراج والفشل في حياتهم، ويعوقهم عن ممارسة حياتهم بوضع طبيعي.

الخلاصة أن الاضطرابات النفسية هي حالة أو سلوك أو شعور غير سوي ومخالف للمألوف والمعتاد يدركه الشخص المصاب ويحس بضغطه عليه ويسبب له ألما، وهذا الاضطراب تختلف حدته ودرجته وأعراضه حسب كل شخص.
في التدوينة المقبلة سنحاول توضيح المعايير التي يمكن الاعتماد عليها للحكم بوجود أو غياب الاضطراب النفسي عند أي شخص.

الاضطراب النفسي إذا حالة من اللاتوازن النفسي التي يتعرض لها الانسان، وهذه الاضطرابات في العادة قد يتعرض لها كل الناس جراء احداث أو صدمات او تجارب مريرة او إصابات مرضية تعرضوا لها، وتخلف تلك الاضطرابات مجموعة من الاثار السريرية الدالة لأن الأخصائي النفسي الاكلنيكي أو الطبيب النفسي المعالج خو المخول بتشخيصها لكونها تتميز بسمات وأعراض توجد في أحد الدلائل المعتمدة في التشخيص، كما أن لها درجة حدة ملاحظة، ومر عليها زمن محدد) والذي يهم غير المختص هنا: أن المعالج النفسي (الاخصائي النفسي أو الطبيب النفسي) هما الوحيدان المؤهلان لتحديد طبعية الاضطراب ودرجته وطريقة التعامل معه او ما يسمى بالبرتكول العلاجي.
والسؤال الذي يبقى مطروحا كيف يمكن لشخص عادي أن يعرف هل هو بصدد مرض او اضطراب نفسي؟
تشخيص الاضطراب النفسي ليس بالامر الهين لسببين أساسيين:
1. أن معظم الناس يمرون في حياتهم بكثير من الحالات والأعراض التي يمكن أن تنطبق مع مجموعة من الاضطرابات النفسية، فلو أخذنا على سبيل المثال الكآبة فجميعنا نمر بلحظات حزن وكآبة، لذلك معظم الاضطرابات النفسية تشخص على أنها اكتئاب حتى ولو كانت بعيدة عنه.
2. تداخل الاعراض وتباين مقارابات التصنيف: فكثير من الأمراض النفسية قد تتداخل فيما بينها، وهو ما يسبب بعض الصعوبات في عملية التشخيص، وهو نفس الامر الذي يقع حتى للطب العضوي، ولكن الذي يميز الاضطرابات النفسية هو التباين في تحديد الأعراض والسمات والمسميات بالنظر الى الاختلاف الحاصل في المرجعيات النظرية التي يستند اليها المعالج، ولذلك قد يسمع غير المختص مجموعة من الاضطرابات ويظنها هي نفسها أو أنها نفس الشيء وهي في الحقيقة قد تكون مجرد اختلاف راجع للمرجعية المعتمدة هل هي المعرفية ام التحليلية، ويزداد الأمر تعقيدا عند عدم القدرة على التمييز بين المرض النفسي والعقلي، او بين الاضطراب النفسي وسمات الشخصية.
ومن جانب آخر فإذا كان المريض بمرض عضوي معين ولنأخذ على سبيل المثال الانفلونزا: فأكيد أنه يسهل عليه ملاحظة الأعراض من قبيل سيلان الانف أوانسداده، وارتفاع في درجة الحرارة وألم في الرأس... فهي كلها أعراض يسهل على المريض معاينتها وهي التي تجعله يقرر اللجوء للطبيب أو الصيدلاني لأخذ دواء مناسب لحالته. وهذا ما ليس متيسرا في المرض النفسي، لأن الشخص قد يكون غير مدرك لطبيعة مرضه...
ولهذا فقد تم وضع هذه المعايير التي يمكن أن تساعد في تشخيص وجود الاضطراب من عدمه:

أولا: المعاناة الذاتية

تشترك معظم الأمراض سواء العضوية أوالنفسية في كونها تُشعر المصاب بها بألم ومعاناة ذاتية، إلا أن ميزة المعاناة في المرض النفسي أنها تكون شديدة وممتدة في الزمان وغير قابلة للموضعة في مكان او عضو محدد بالجسم؛ بل هي في العموم تظهر على شكل ألم ومعاناة عارمة تجتاح الشخص المصاب. 
فالمريض النفسي يصاحبه شعور فظيع بالألم والمعاناة، ويحس به كالجبل الذي يثقل كاهله، وقد تؤثر هذه المعاناة على مزاجه العام، وعلى سلوكاته وتصرفاته؛ بل وقد تصل حتى الى التأثير على وظائفه وإدراكه للأشياء من حوله.
ونتيجة لذلك فالمصاب يعيش في جحيم رهيب قد لا يدركه الناس من حوله، وقد يكون الأمر معكوسا بحيث يلاحظ الجميع ذلك الألم وتلك المعاناة بينما تخفى على المصاب نفسه لانه لا يدرك حقيقتها.
وهذه المعاناة التي تكون مصاحبة للمريض لا تتوقف ولا تهدأ فمعظم الوقت يحس بأنه يدور في دوامة فارغة، وأن طاقته مستنزفة.
كتب محمد حسن الحمصي في سلسلته "قصص تاريخية" قصة:
 (الزنزانة المتجولة) وهي تحكي عن الحالة النفسية التي عاشها الصحابي الجليل كعب بن مالك، بعد تخلفه عن غزوة تبوك ونزول العقاب الالهي عليه وعلى المخلفين بمقاطعتهم حتى ضاقت عليهم الأرض بما رحبت... خمسون يوما في زنزانة متجولة قضوها ولم يعرف لها العالم مثيلا.. زنزانة على المقاس، لا تزيد قليلا ولا تنقص فتيلا.. خمسون يوما من الصراع العنيف والتأنيب البليغ للنفس، ومحاصرتها من جميع الجوانب.. إنها وحدة خانقة وشعور بالذنب قاتل...
وهذا التعبير: "الزنزانة المتجولة"، وبذلك الوصف الذي قدمه الحمصي، أجمل تعبير ينطبق على المعاناة الذاتية التي يمر منها المصاب بالاضطراب النفسي، والفارق الوحيد أن المريض النفسي لا يعرف متى وكيف تفرض عليه تلك الزنزانة المتجولة.
إن أكبر ألم قد يشعر به المريض هو حين يحاول اقناع من حوله من الناس بما يكابد من معاناة وألم؛ بينما هم يتخيلونه من أشد الناس سعادة وسرورا... إنه يصرخ في صمت، ويستنجد بالناس من حوله، لكن الجميع ينظرون إلى صراخه وكأنه مجرد تضخيم للأمور.
هو يحاول إبراز حجم ألمه وحزنه، لكن الأوصاف والكلمات لا تسعفه ولا تطاوعه في التعلبير عن حالته، فيتعامل معه المحيطون به ببرود بالغ، وربما استصغروا ما به من هم وغم، وربما سخروا منه أو طالبوه بالصبر، ولسان حالهم يقول: إن ما تعانيه مجرد أمر بسيط.

بقية المعايير في الجزء الثاني
تعديل المشاركة
4 علامات تستدعي مراجعة المختص النفسي؟

نفسيتي nafssyati

مدونة تهتم بالصحة النفسية، والدعم والإرشاد النفسي والتربوي، يشرف عليها أخصائيون نفسيون وباحثون تربويون. وتقدم معلومات وتوجيهات علمية موثوقة
تعليقات
ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق

إرسال تعليق

مرحبا بارائكم ومقترحاتكم

الاسمبريد إلكترونيرسالة